اخبار مشاهيراخبار عالمية

المسوق الذكي يصنع الثقة بالعروض الحقيقية المخفضة لا بالوعود – سعد المهاشير

كتب/ جلال سيد: سعد المهاشير خلال مشاركته في ندوة International Conference on Strategic Marketing (ICSM) التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض مؤخرًا، قدّم الإعلامي الرقمي والمسوق الرقمي سعد المهاشير رؤية متكاملة حول مفهوم التسويق الشامل وأهمية توسيع قاعدة الجمهور المستهدف من خلال العروض الواقعية والتخفيضات المدروسة.

وأوضح المهاشير أن السوق السعودي والعربي يشهدان تحولًا واضحًا في سلوك المستهلكين، حيث أصبح القرار الشرائي أكثر وعيًا وتحليلًا من أي وقت مضى. وأشار إلى أن الاعتماد على فئة واحدة ذات قدرة شرائية عالية لم يعد كافيًا لضمان استمرار العلامة التجارية، لأن القوة الشرائية الحقيقية اليوم تتوزع على فئات مختلفة تتنوع في الاهتمامات والدوافع والقدرة المالية.

وقال المهاشير إن “النجاح في التسويق لا يتحقق عبر الإبهار البصري أو العروض الفاخرة فقط، بل من خلال بناء علاقة حقيقية مع المستهلكين تعتمد على القيمة والمصداقية”. وأضاف أن المسوق الذكي هو من يعرف كيف يتحدث بلغة كل فئة، دون أن يفقد هويته أو مصداقيته.

وأشار إلى أن العروض والتخفيضات ليست مجرد أدوات ترويجية قصيرة المدى، بل جزء من الهوية الاستراتيجية للعلامة التجارية، إذ تمثل رسالة واضحة بأن الشركة تفهم جمهورها وتقدّر تنوع احتياجاته. ولفت إلى أن بعض العلامات التجارية تفقد مصداقيتها عندما تركز فقط على الرفاهية والمظاهر دون أن تقدم قيمة حقيقية لعملائها.

وتحدث المهاشير عن تجربة العديد من الشركات السعودية التي استطاعت خلال السنوات الأخيرة توسيع قاعدة عملائها عبر حملات تعتمد على العروض الموسمية والخصومات المتوازنة التي لا تمس بجودة المنتج، مؤكدًا أن المستهلك اليوم أصبح يدرك متى يكون العرض حقيقيًا ومتى يكون مجرد حيلة دعائية.

وأضاف أن “العرض الجيد ليس الأرخص دائمًا، بل هو الذي يجعل العميل يشعر بأنه حصل على فائدة حقيقية مقابل ما دفعه”. وأوضح أن العملاء لا يبحثون عن الأسعار المنخفضة فقط، بل عن العلامة التي تحترم ذكاءهم وتقدم لهم ما يستحقونه.

كما شدّد المهاشير على أهمية التوازن بين الربح التجاري القصير المدى وبناء الثقة طويلة المدى، معتبرًا أن الحملات التي تركز على البيع السريع فقط قد تحقق أرقامًا مؤقتة، لكنها تفقد الزخم بسرعة لأنها لا تبني علاقة مستدامة مع الجمهور.

وأشار إلى أن التحول الرقمي الذي تشهده المملكة في ظل رؤية السعودية 2030 منح السوق فرصًا جديدة في تطوير استراتيجيات التسويق القائمة على تحليل البيانات وفهم سلوك الشراء في مختلف المناطق والفئات. وقال إن على المسوقين الاستفادة من هذه البيانات لتصميم عروض مخصصة تلبي الاحتياجات الفعلية للعملاء بدل الاعتماد على القوالب العامة أو التقليد الأعمى لما تقوم به الشركات العالمية.

وفي السياق ذاته، شدد المهاشير على أن المرونة التسويقية أصبحت من أهم عناصر النجاح، موضحًا أن الشركات التي تستطيع تعديل استراتيجيتها بسرعة وفقًا لظروف السوق وتغير سلوك المستهلك هي التي ستبقى قادرة على المنافسة. وأضاف أن تقديم العروض المناسبة في الوقت المناسب يعكس وعيًا بالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، ويُظهر أن العلامة التجارية قريبة من واقع الناس.

وأوضح أن الجمهور السعودي يتميز اليوم بدرجة عالية من الوعي الاستهلاكي، مدفوعًا بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وازدياد المنافسة بين العلامات التجارية. ولذلك، يرى المهاشير أن على المسوقين تبني نهج إنساني وشفاف في تسويقهم، حيث لم يعد الجمهور يقبل المبالغة أو الوعود الزائفة، بل يبحث عن تجربة حقيقية تلامس اهتماماته اليومية.

وفي ختام كلمته، دعا المهاشير رواد الأعمال إلى إعادة النظر في مفهوم “التميز” التسويقي، قائلًا إن “التميز لا يعني أن تكون الأغلى أو الأكثر ظهورًا، بل أن تكون الأقرب إلى جمهورك”. وأضاف أن تقديم عروض واقعية تتيح لجميع الفئات فرصة الوصول إلى المنتج أو الخدمة هو ما يبني الولاء الحقيقي على المدى الطويل.

واختتم بقوله:
“في النهاية، التسويق ليس سباقًا في الأسعار أو الإعلانات، بل هو بناء علاقة قائمة على الثقة. ومن يتحدث للجميع بعدالة وصدق، سيبقى حاضرًا في أذهانهم مهما تغيّر السوق.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى