عايد المعروف شمري كوميدي AYD .. صانع محتوى خليجي يصنع الابتسامة من قلب الواقع

في مشهد مزدحم بصناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، يبرز صانع المحتوي السعودي عايد، المعروف باسم “شمري كوميدي AYD”، كأحد الوجوه المميزة التي استطاعت الجمع بين الترفيه والطرح الاجتماعي، مستخدمًا أسلوب السخرية اللطيفة والفكاهة لتقديم محتوى ينتقد الواقع بطريقة محببة وقريبة من الناس.
ينتمي عايد إلى صناع المحتوي الذين اختاروا التفاعل مع قضايا المجتمع الخليجي من خلال الكوميديا الذكية، إذ استطاع أن يخلق لنفسه مساحة خاصة على منصات التواصل من خلال تقديم محتوى متنوع يجمع بين التمثيل، سرد القصص باللهجة الخليجية، التفاعل مع المواضيع المتداولة، والبثوث المباشرة. ويصف محتواه بأنه “ضحك وطقطقة وانتقاد ساخر للواقع بأسلوب بسيط وغير جارح”.
بدأ عايد نشاطه على منصات التواصل الاجتماعي بشكل متدرج، ومع مرور الوقت، استطاع أن يبني لنفسه قاعدة جماهيرية واسعة، وذلك نتيجة استمراريته وواقعيته في الطرح. وهو من الأشخاص الذين يؤمنون بأن الضحك ليس ترفًا، بل وسيلة ذكية لنقل الرسائل ومعالجة القضايا اليومية دون تصنع أو مبالغة.
يعتمد عايد في محتواه على التمثيل الكوميدي القصير الذي يعكس مواقف واقعية من الحياة اليومية الخليجية، إضافة إلى سرد القصص بطابع فكاهي وساخر، وغالبًا ما يستخدم اللهجة الخليجية لتكون أقرب للجمهور المحلي. كما يقدم ردود فعل مباشرة على مقاطع الفيديو الرائجة أو مباريات كرة القدم، ويشارك أيضًا في بثوث الألعاب (Gaming) التي تلقى رواجًا كبيرًا بين فئة صناع المحتوي.
واحدة من مميزات محتواه هي العفوية والصدق، حيث يتجنب التكلف أو التصنع في الطرح، ويحرص على أن تكون رسالته خفيفة ولكن واضحة، مما جعله قريبًا من الناس على اختلاف أعمارهم وخلفياتهم. يقول في أحد تعليقاته: “الناس تمل من التمثيل المتكلف أو المحتوى المكرر، أنا أحاول أكون طبيعي وأوصل الفكرة بدون تصنع” – وهو ما يفسر سر التفاعل الكبير مع مقاطعه.
ولم يقتصر حضوره على الإنترنت فقط، بل أصبح من الوجوه المعروفة في الفعاليات والمناسبات الخاصة بالمشاهير وصنّاع المحتوى في الخليج، حيث تتم دعوته بشكل مستمر لحضور الإيفنتات والمناسبات الإعلامية والاجتماعية، مما يؤكد على حضوره المتزايد في هذا الوسط. وقد أصبح معروفًا بلقطاته الطريفة ومقابلاته العفوية التي تترك أثرًا إيجابيًا في أجواء هذه الفعاليات.
كما أن عايد من المؤثرين الذين يحرصون على التواصل المباشر مع الجمهور، سواء من خلال الرد على التعليقات أو المشاركة في البثوث المباشرة التي تمتد لساعات، ويتناول خلالها مواضيع ترفيهية أو اجتماعية تهم المتابعين. وقد كوّن عبر هذا التفاعل المجتمعي قاعدة من المتابعين الأوفياء الذين ينتظرون جديده يوميًا، ويتفاعلون معه بشكل فوري.
ورغم أن المحتوى الكوميدي يبدو بسيطًا من الخارج، إلا أن عايد يؤمن بأن إعداد كل مقطع يحتاج إلى تفكير وتخطيط حتى تظهر الفكرة بشكل غير مكرر ومناسب للجمهور، خصوصًا مع التغيرات السريعة في اهتمامات المتابعين. ويحرص دائمًا على تطوير أدواته وأساليبه ليبقى ضمن دائرة المنافسة المتصاعدة في عالم المحتوى الرقمي.
أما عن أهدافه، فيؤكد أن طموحه لا يتوقف عند حدّ الترفيه فقط، بل يسعى لأن يكون له تأثير إيجابي على مجتمعه، سواء من خلال إيصال رسائل تربوية أو تسليط الضوء على قضايا يومية من خلال قالب ساخر يسهل على الناس استيعابه وتقبّله.
ويضيف: “الضحك وسيلة للتأثير، وأحيانًا تقدر تقول شيء عميق جدًا بطريقة خفيفة تجعل الناس تفكر فيه بدل ما تهاجمه.. هذا هو هدفي في المستقبل” – في إشارة إلى توجهه القادم لصناعة محتوى يجمع بين الترفيه والطرح الاجتماعي المؤثر.
ويأمل عايد أن يتمكن مستقبلًا من التوسع في إنتاج أعمال أطول وأكثر احترافية، مثل المسلسلات الكوميدية القصيرة أو حتى البرامج الحوارية الساخرة، التي تحمل طابعه وخطابه الخاص. كما يتطلع إلى التعاون مع منصات وشركات إنتاج تهتم بالمحتوى الخليجي، وتؤمن بقيمته كوسيلة للتأثير والتغيير.
ختامًا، يمكن القول إن “شمري كوميدي AYD” مثال على صانع محتوى عرف كيف يوظف أدوات العصر الحديث في تقديم رسالة بأسلوبه الخاص، بعيدًا عن الابتذال أو التقليد، محافظًا على أصالته وبساطته، في وقت بات فيه المحتوى العشوائي والمبالغ فيه هو الطاغي.
الكاتب/ خالد محمود