اخبار مشاهيراخبار الصحة والجمال

خبيرة التجميل فرح حفني تكشف ملامح تقنية الـSMP وانتشارها بين حلول الصلع في مصر

كتب الصحفي/ خالد محمود

تقنية الميكروبجمنتيشن لفروة الرأس (SMP): بين الحاجة الجمالية وثقة العميل… قراءة في انتشارها داخل مصر

شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة رواجًا متزايدًا لتقنية الميكروبجمنتيشن لفروة الرأس (SMP)، وهي تقنية تجميلية تُعنى بمحاكاة مظهر بصيلات الشعر عبر نقاط دقيقة جدًا تمنح إيحاءً بالكثافة أو بالرأس الحليق بشكل منسق. وخلال لقاء صحفي خاص أجرته الجريدة مع خبيرة التجميل فرح حفني—إحدى أوائل الممارسات لهذه التقنية في مصر وذات الخبرة الممتدة لأكثر من سبع سنوات—تحدثت عن التحديات والنجاحات التي صاحبت انتشار هذا الإجراء، وكيف تغيّر وعي الناس تجاهه بمرور الوقت.

تروي حفني أن السنوات الأولى لظهور التقنية في مصر لم تكن سهلة، إذ كان الجمهور ينظر إليها بحذر وشيء من التخوف، سواء من مظهرها النهائي أو من كونها قريبة من فكرة “الوشم”. لكن المشهد تغيّر تمامًا خلال الأعوام الأخيرة بعد الاطلاع على نتائج عالمية ومحلية ناجحة، وتزايد رغبة الرجال والنساء في الحصول على حلول تجميلية غير جراحية، خصوصًا لأولئك الذين لا تناسبهم عمليات زراعة الشعر أو يبحثون عن نتيجة سريعة وفعّالة نسبيًا.

ما هي تقنية الـSMP وكيف تعمل؟

توضح فرح أن التقنية تعتمد على استخدام أدوات دقيقة للغاية لإضافة نقاط صغيرة في الطبقة الثانية من الجلد (Epidermis)، وليس في الطبقات العميقة كما يحدث في الوشم العادي. وتُستخدم أحبار خاصة تم تطويرها لهذا الغرض، تختلف كليًا عن الأحبار التقليدية من حيث تركيبتها وثباتها وطريقة استجابتها للجلد.

وتشير حفني إلى أن الهدف الأساسي ليس إحداث لون غامق على سطح الجلد، بل خلق إيهام بصري بوجود بصيلات شعر صغيرة، ما يجعل فروة الرأس تبدو أكثر امتلاءً وكثافة. ويمكن تطبيق التقنية بعدة أساليب؛ منها مظهر “الحلاقة القصيرة”، أو تعزيز كثافة الشعر بين الخصلات، أو حتى إخفاء الندبات الناتجة عن العمليات أو زراعة الشعر.

من هم الأشخاص الأكثر استفادة من التقنية؟

بحسب حفني، فقد توسعت فئات العملاء الذين يتوجهون لهذا الإجراء بشكل لم تكن تتوقعه. فالرجال الذين يعانون من الصلع الوراثي هم الأكثر طلبًا، لكن هناك فئات أخرى بدأت بالظهور، مثل النساء اللواتي يعانين من فراغات في مقدمة الرأس بسبب الهرمونات أو الشد المتكرر للشعر.

كما يلجأ البعض إلى الـSMP بعد الخضوع لعمليات زراعة الشعر، إما لزيادة الكثافة بين البصيلات المزروعة أو لإخفاء عدم تجانس النتائج. وتعد الندبات—سواء الناتجة عن عمليات قديمة أو حوادث—من الحالات التي تستجيب بشكل ممتاز للتقنية، حيث يختفي أثرها تقريبًا بمجرد توزيع النقاط حولها وعليها لتتماهى مع باقي فروة الرأس.

وتؤكد حفني أن التقنية لا تحفّز نمو الشعر ولا تُعيد البصيلات المفقودة، لكنها تمنح حلاً بصريًا قويًا يعيد التوازن لشكل الرأس ويقلل من بروز مناطق الصلع أو الندبات.

الأبعاد الدينية والطبية… ماذا يقول المختصون؟

أحد الجوانب التي أثير حولها الكثير من الجدل هو الجانب الديني، خاصة أن الناس تربط بشكل تلقائي بين أي إجراء يتضمن حبرًا والوشم. لكن حفني توضّح أن الفارق كبير؛ فأحبار الـSMP لا تدخل لطبقات عميقة في الجلد، ولا تختلط بالدم، بل تستقر في مستوى سطحي وفي نقاط دقيقة جدًا.

ويشير متخصصون إلى أن التقنية تُصنّف ضمن الإجراءات التجميلية التحسينية التي لا تغيّر الخِلقة بل تعالج مشكلة نفسية وجمالية يعاني منها كثيرون. لذلك بات الجدل حولها أقل بكثير مقارنة بالوشم التقليدي.

أما من الجانب الطبي، فتشدد حفني على أهمية التعقيم، ونوعية الحبر، وخبرة الممارس، فهذه العناصر الثلاثة تشكل الأساس لنتيجة آمنة ومرضية.

كم عدد الجلسات المطلوبة؟ ومتى تظهر النتيجة؟

توضح حفني أن الإجراء عادة يحتاج إلى أربع جلسات، لكل منها دور محدد. تبدأ الجلسة الأولى بأساس خفيف يهيئ الجلد. ثم تتدرج الجلسات اللاحقة في البناء والتثبيت، مع الحرص على وجود فترة زمنية بين كل جلسة والأخرى حتى يهدأ الجلد وتُظهر النقاط ثبات اللون ووضوح الشكل.

وتشير إلى أن النتيجة تكون طبيعية جدًا عندما تُنفّذ التقنية بطريقة صحيحة، حيث يندمج مظهر النقاط مع الخطوط الطبيعية لفروة الرأس، ليبدو الشكل النهائي غير مصطنع للعين المجردة.

هل يمكن أن تحدث نتائج غير مرغوبة؟

تؤكد حفني أن التقنية دقيقة للغاية، وبالتالي فإن خبرة الممارس تلعب دورًا محوريًا في جودة النتيجة. فالأخطاء—وإن كانت قليلة—تنشأ غالبًا بسبب ضعف التدريب، مثل:

  • اختلاف درجات اللون بين الجلسات

  • انتشار الحبر تحت الجلد

  • تكتل النقاط أو عدم تجانسها مع نمط البصيلات الطبيعية

وفي حال حدوث خطأ بسيط، يمكن اللجوء إلى جلسات تصحيح لدى متخصص محترف. أما الحالات الأكثر تعقيدًا فتستدعي إزالة الجزء المتضرر بالليزر قبل إعادة التطبيق.

أثر نفسي كبير… وربما أكبر من المتوقع

تقول حفني إن ما يلمسه الممارسون بعد الانتهاء من الإجراء يتجاوز الجانب الجمالي بكثير. فكثير من العملاء يعانون من تراجع الثقة بالنفس بسبب الصلع أو الفراغات، ومع ظهور النتيجة يشعرون وكأن عبئًا نفسيًا قد أزيل. وتروي أن بعضهم يصف التجربة بأنها “نقطة تحول”، خاصة لمن ظلّ سنوات يحاول تجنب التواجد في صور أو مناسبات اجتماعية.

توصيات فرح حفني للراغبين في إجراء الـSMP

اختتمت حفني حديثها بعدة نصائح مهمة لكل من يفكر في الخضوع للتقنية، أبرزها:

  1. مراجعة الأعمال السابقة للممارس للتأكد من جودة النتائج.

  2. التأكد من نوعية الأحبار والمعدات المستخدمة.

  3. فهم النتيجة المتوقعة بعيدًا عن المبالغة أو التصورات غير الواقعية.

  4. اختيار متخصص صاحب خبرة طويلة بدلًا من الاعتماد على السعر فقط.

  5. عدم التسرع وطرح كل الأسئلة قبل بدء الإجراء.

وتؤكد حفني أن الـSMP ليست مجرد تقنية تجميل، بل وسيلة تعيد الاتزان إلى مظهر الشخص وثقته بنفسه، وهو ما يفسر انتشارها الواسع خلال السنوات الأخيرة في مصر والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى