اخبار مشاهيراخبار عالمية

سهاج الرشيدي يكتشف سحر الأردن: مغامرة في قلب الطبيعة والتاريخ

في رحلة حافلة بالمغامرة والتأمل، خاض سهاج الرشيدي تجربة استثنائية في الأردن، البلد الذي يجمع بين العراقة والجمال الطبيعي والروح العربية الأصيلة. جاء سهاج باحثًا عن تجربة مختلفة، ليجد نفسه في حضرة حضارات ضاربة في القدم، وجغرافيا آسرة تتنوع بين الصحارى الواسعة، والجبال الشامخة، والبحر الساكن.

رحلة سهاج إلى الأردن لم تكن مجرد زيارة سياحية، بل غوص في ذاكرة المكان والزمان، واستكشاف لمكنونات بلد استطاع أن يختصر الشرق الأوسط في لوحة فسيفسائية مذهلة.


البتراء… مدينة لا تُشبه سواها

بدأ سهاج مغامرته في الأردن من البتراء، المدينة الوردية التي تُعد واحدة من عجائب الدنيا السبع. عبور السيق الضيق، المحاط بجدران صخرية شاهقة، قاده إلى مشهد يخطف الأنفاس، حيث واجه الواجهة الشهيرة المعروفة بـ”الخزنة”. لحظة وصفها قائلاً:
“كأن الزمن توقف، كأنك فجأة وسط حضارة ما زالت تتنفس… الحجارة هنا تتكلم.”

تجول سهاج في أرجاء البتراء، صعد إلى “الدير”، واستراح في ظل الأعمدة النبطية. لم يكن فقط يشاهد آثاراً صامتة، بل شعر أنه يقرأ فصولاً من كتاب حيّ.


وادي رم… حيث الصمت له صوت

من الحجارة النبطية إلى رمال الجنوب، قصد سهاج وادي رم، أو كما يُعرف بـ”وادي القمر”. هناك، تحت سماء مرصعة بالنجوم، وبين الكثبان الرملية الحمراء والتكوينات الصخرية الغريبة، عاش تجربة لا تُنسى.
استقل جيباً صحراوياً مع أحد أبناء القبائل البدوية، وراح يتنقل في هذا المسرح الطبيعي، وقال:
“الصحراء في وادي رم مش فراغ، هي حضور طاغي. كل صخرة بتحكي قصة وكل صمت له معنى.”

في المساء، جلس حول نار المخيم، تناول المنسف البدوي، واستمع لقصص الأجداد، ليشعر أن هناك تواصلاً عميقاً بين الإنسان والمكان.


البحر الميت… الغوص في أعلى نقطة للهدوء

لم يكن سهاج ليفوت تجربة الطفو في البحر الميت، أخفض نقطة على وجه الأرض. تلك اللحظة حين استلقى فوق مياه البحر الكثيفة دون أن يغرق، وصفها بأنها:
“لحظة غير حقيقية… كأنك انفصلت عن كل شيء، لا وزن، لا ضجيج، فقط أنت والسماء.”

استفاد من خصائص الطين الغني بالمعادن، واسترخى في أحد المنتجعات الصحية، وقال إنها كانت تجربة علاجية للجسد والروح.


جرش… حيث الرومان ما زالوا هنا

واصل سهاج رحلته شمالاً إلى مدينة جرش الأثرية، واحدة من أفضل المدن الرومانية المحفوظة خارج إيطاليا. تجول بين الأعمدة، والمسرح الجنوبي، وقوس هادريان، واستشعر عظمة الحضارات التي مرّت من هنا.
يقول:
“المثير أن تمشي على نفس الحجارة اللي مشت عليها جيوش وأباطرة وشعراء… كل زاوية هنا مليانة روح.”


عمان… مدينة تعانق الزمنين

في عمان، العاصمة الحديثة المترابطة بجذورها، تنقّل سهاج بين أحياء المدينة المتنوعة. من “جبل اللويبدة” بمقاهيه الفنية، إلى وسط البلد بأسواقه الشعبية وروائح الكنافة والقهوة العربية، ومن آثار جبل القلعة إلى المدرج الروماني.
أعجبته البساطة التي تحتضن العمق، وقال عنها:
“عمّان هي المدينة اللي تقدر تكون حديثة وتقليدية في نفس الوقت… ناسها عندهم كرم من غير تكلّف.”


العقبة… شاطئ للراحة والغوص

زار أيضًا مدينة العقبة على البحر الأحمر، حيث المياه الفيروزية والشعاب المرجانية. خاض تجربة الغوص لأول مرة، واستمتع بمشاهدة الحياة البحرية الغنية. كما قضى وقتاً ممتعاً على الشاطئ وتذوّق المأكولات البحرية الطازجة.


الناس… دفء لا يُنسى

من الأمور التي لم تغب عن ذاكرة سهاج هي طيبة أهل الأردن. في كل مكان زاره، وجد من يرحّب به، يساعده، ويحكي له قصص المكان.
قال:
“الشعب الأردني مش بس كريم… هم أصحاب روح، يحبوا بلدهم ويحبوا يعرفوك عليه.”


خاتمة الرحلة: الأردن كما لم تره من قبل

عند نهاية رحلته، عبّر سهاج الرشيدي عن امتنانه للتجربة، وقال:
“الأردن بلد صغير في حجمه، لكنه كبير جداً في اللي يقدّمه. تنوع رهيب في كل شيء… الطبيعة، التاريخ، الناس، وحتى الأكل. وكل مكان فيه يحسسك إنك لازم ترجع له تاني.”

وأكد أن الأردن لم يكن فقط محطة سفر، بل محطة وعي وتأمل وتجدد. رحلة خرج منها بذكريات لا تُنسى، وصور محفورة في القلب قبل الكاميرا.


رسالة سهاج للمسافرين العرب

في رسالته الأخيرة، قال:
“لو كنت تفكر تسافر قريب، حط الأردن على رأس القائمة. مش بس علشان الأماكن، لكن علشان التجربة اللي هتغير نظرتك للسفر، وللثقافة، وللناس.”

كاتب المقال محرر صحفي/ ياسر علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى